حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1591550 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
10/6/2010

المصدر: الثبات - العدد
عدد القرّاءالاجمالي : 3425


يعيش الكيان الصهيوني عصر الإخفاقات المكثفة والإستراتيجية على المستويات السياسية والعسكرية والوجودية، حيث شكل الإنسحاب الإسرائيلي من لبنان وغزة غير المشروط بداية الهزيمة الإسرائيلية، وبعد عقد من الهزائم والإخفاقات من حرب تموز 2006 في لبنان والإنسحاب من غزة، للتخلص من عبء المقاومة الفلسطينية ، والفشل لتحقيق الانتصار عام 2009 إلى العجز عن القيام بحرب جديدة على الجبهات الأربعة لبنان و سوريا وغزة وإيران ،حيث اقتنعت القيادة الإسرائيلية ومعها الإدارة الأميركية، أنه يمكن البدء بالحرب لكن لايمكن التنبؤ بنتائجها وحتمية الإنتصار، كما هي نتائج الحروب العربية الإسرائيلية السابقة.
ولأن إسرائيل، لا تستطيع المغامرة بأي حرب ضبابية النتائج أو المحسومة لغير صالحها، بعد تغير موازين القوى في المنطقة ونمو الوعي الشعبي ،باتجاه فكر ومنهجية المقاومة وفعاليتها واعتبارها الحل الوحيد لحماية ما تبقى من مقدرات الأمة واسترجاع الحقوق،وبما أن هزيمة ما تطلق عليه إسرائيل المخالب الإيرانية في لبنان وغزة من حزب الله وحماس، بعد تجربتي 2006 في لبنان و2009 في غزة، اتفقت الحكومتان الأميركية والإسرائيلية على ضرورة ضرب الرأس المدبر، والعمق الإستراتيجي لحركات المقاومة، والظهير لدول الممانعة والمتمثل بالجمهورية الإسلامية في إيران، عبر ثلاثة محاور أولها منع تطور الملف النووي الإيراني وإلغائه، وثانيهما دعم حركات المعارضة الداخلية ،وثالثهما العقوبات الدولية، كمقدمة للضربة العسكرية القاضية.
وحيث أن هزيمة إيران،ستفتح الطريق أمام ساحة شرق أوسطية آمنه تضم حلفاء أميركا و المتضامنين معها باسم المعتدلين العرب وإسرائيل وتركيا العضو في الحلف الأطلسي،ويتم حصار بؤر المقاومة والممانعة ولتنفيذ هذا المخطط، تم تكليف بعض العرب و السلطة الفلسطينية بالمشاركة بحصار حركة حماس وهدم بنيتها الشعبية والعسكرية والسياسية، فكانت الإقالة اللاشرعية لحكومة حماس المنتخبة ديمقراطيا، والحصار المصري لقطاع غزة مدعوما من دول الإعتدال العربي و إثارة العرب بتحريض أميركي ضد الملف النووي الإيراني، المشتبه بهويته العسكرية، وتناسي الملف النووي العسكري الإسرائيلي القابع على الأراضي العربية المحتلة منذ أكثر من أربعة عقود ،وبعدما عجزت الإدارة الأميركية وحلفائها من الإسرائيليين والعرب، خاصة ما يسمى تنظيم القاعدة المصنع أميركيا والممول عربيا بإثارة الفتنة السنية الشيعية للتخريب .
والظاهر أن أسطول الحرية هو(المفتاح السحري)لأكثر من ملف إقليمي حيث واعتمادا على مجزرة أسطول الحرية فإن كل الأطراف المأزومة والتي تعيش مأزق الخروج من النفق الذي تعيش فيه ،وجدت في مجزرة أسطول الحرية قارب نجاة في هذا البحر الهائج والعاصف، فعلى الصعيد المصري شكلت مجزرة الحرية بابا استثنائيا للنظام في مصر لفتح ثقب في حصار غزة دون الخوف من المساءلة أو المحاسبة من الأميركيين أو إسرائيل وشكلت المجزرة باب نجاة للمحاصرين في غزة لاستنشاق قليل من الأوكسيجين، للبقاء على قيد الحياة بعدما سدت حتى الأنفاق وبقي الناس في العراء منذ بداية العام 2009 بعد إنتهاء العدوان الإسرائيلي.
ومجزرة الحرية هي جسر العبور التركي للدخول في المنظومة الإقليمية كمتحدث باسم أغلبية العرب الضعفاء أو التابعين لأميركا حيث أن تركيا العضو في الحلف الأطلسي، والتي تنتمي سياسيا وعسكريا إلى نفس محور الإعتدال العربي والتي ستكلف بقيادته كمحور سياسي نتيجة عجزه وقصوره، خوفا من أن تملأ إيران هذا الفراغ السياسي العربي، أما بالنسبة للفلسطينيين فإن مجزرة الحرية قد أمنت الإمداد اللوجستي لجمهور حماس ورفع عن كاهلها عبء إتهام تجويع الناس ،وفتحت الأبواب أمام سلطة محمود عباس للتمدد إلى غزة لتجديد الحياة السياسية المسماة السلطة الفلسطينية المنتهية ولايتها .
اما بالنسبة لبعض السذج أو المتفرجين من الإعلاميين أو السياسيين الذين يرون في الدور التركي وفك الحصار عن غزة ضربة موجهة بشكل أساسي إلى إيران وحزب الله ومعهما سوريا، فإن الوقائع تؤكد عكس ذلك حيث أن جبهة الممانعة والمقاومة التي أرسلت رسائلها الأخيرة في قمة دمشق، أعلنت أن المماطلة في فك الحصار و إرجاع الحقوق وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ، لن يجدي نفعا لأن حركات المقاومة ودول الممانعة في جهوزية وإعداد للحظة الحاسمة لفرض الحلول بالقوة وبالتالي لولا قدرة المقاومة والبيئة الحاضنة لها لما توفرت مقومات صمود حماس وأهالي غزة طوال ثلاث سنوات من الحصار والقتل المستمر، ولما تم تأمين التضامن العربي والإسلامي والدولي لنصرة غزة لأن القضية بقيت حية بفعل المقاومين والصامدين.
وحتى لو اخطأ البعض في تفسيراته بان فك الحصار سيسحب البساط من تحت إيران وحزب الله وسوريا، فإن الجواب، أن هدف هذه القوى والدول فك الحصار بعيدا عن الوسائل والطرق العسكرية أو الدبلوماسية، بشرط واحد هو عدم التنازل أو الإستسلام أو مقايضة الحقوق بحفنة من أكياس الطحين أو أرغفة الخبز، فإذا تحقق ذلك عبر أي دولة فالربح قائم لهذه القوى لأنها حققت أهدافها بنصرة أهلها في فلسطين ورفع الظلم عنهم فهي لا تتاجر بالقضية حتى تناقش موازين الربح والخسارة الذاتية وهي التي قدمت التضحيات من الشهداء والأموال والحصار فلن تقف أمام من يأخذ ميداليات فك الحصار، خاصة وأن ربحها الأساس يتمثل في إنضمام دولة جديدة في محور المواجهة للإحتلال الإسرائيلي وتوسع دائرة القرار الدولي المستقل عن الإدارة الأميركية وفي مقدمتهم تركيا والبرازيل وفنزويلا .
5 ولذا فإن الإدارة الأميركية ستحاول إستغلال هذه الحادثة،لإنقاذ إسرائيل من مآزقها المتعددة،خاصة العجز عن شن الحروب أو الإنتصار فيها،وبالتالي لا بد من التفتيش عن حل سلمي يراعي أمن إسرائيل ومصالحها،وتحقق من خلاله الأهداف التي تعجز عن تحقيقها بالحرب،لأن المستقبل لا يبشر بقدرة أميركا وإسرائيل على فرض الحلول،وبالتالي من الافضل فرض التسويات في لحظة القوة قبل الضعف،للحفاظ على المكتسبات،وهذا ما ستعمل أميركا لفرضه وتسويقه،لإقامة تسوية عربية – إسرائيلية بشكل عام،وفلسطينية – إسرائيلية بشكل خاص، قبل أن تتحول القضية الفلسطينية،إلى قضية إسلامية،وتتوسع جبهة المواجهة التي ستخسر فيها إسرائيل حكما، لعدم التوازن مع العالم الإسلامي،والذي سيلحق الضرر بأميركا وأوروبا مستقبلا .
ولذا فإن خطوات الحل السلمي ستتسارع ،لإعادة التوازن إلى السياسة الأميركية،والمطلوب من قوى المقاومة والممانعة عدم التسرع والقبول بما يعرض فنحن في المرحلة النهائية للصراع سواء بالحرب أو بالسلم ،وبالتالي حذار التفريط بالحقوق الجوهرية والإكتفاء بجوائز الترضية الآنية والسطحية ،فإذا تم التنازل القانوني عن الحق فإنه ظلم للحاضر ولأجيال القادمة ،فإما أن نحمي الحقوق مهما كلفت من تضحيات أو نقاوم وتقاتل من أجلها، فإن لم نستطع ،فلنمتنع عن توقيع التنازلات التي تسلب الأجيال القادمة حق المقاومة وحق المطالبة بالأرض والمقدسات، فالحق لا يموت مهما طال الزمن.. والإحتلال إلى زوال ..

مقالات ذات علاقة


مقابلة في الذكرى الثانية عشرة للثورة البحرينية نسيب حطيط - التحية للأخوة اهل...


التحالف العربي الاسرائيلي نسيب حطيط ان مشروع حصار المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية من قبل العدو...


المجلس الشيعي وسوريا نسيب حطيط ان #علاقة_الشيعة بسوريا علاقة تاريخية قديمة منذ #الشهيد_الاول...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by